2025-10-01 04:12:42
بعد كل مباراة، يجد المدير الفني الإسباني إرنستو فالفيردي نفسه في مواجهة موجة انتقادات حادة من جماهير برشلونة، التي تتهمه بالحذر المفرط والجبن التكتيكي، خاصة مع فريق معتاد على الهجوم الجماعي والتسجيل بكثافة. هذه الانتقادات لا تقتصر على الجماهير فقط، بل تمتد إلى المحللين الذين يشيرون إلى عجزه عن تقديم تشكيلة مثالية قادرة على السيطرة على المباراة من البداية إلى النهاية.
فالفيردي، الذي مدد عقده مع النادي الكتالوني، يواجه اتهامات بعدم القدرة على توظيف الطاقات الهائلة التي يمتلكها، حيث يملك تشكيلة يتمنى أي مدرب في العالم الحصول عليها. الغريب في الأمر أنه في كل مرة يبرز أحد اللاعبين، يعمد فالفيردي إلى إبعاده عن التشكيلة الأساسية أو الاكتفاء بدوره كبديل، مما يزيد من حدة الانتقادات ضده.
رغم هذه الانتقادات، فإن سجل فالفيردي مع برشلونة يضم إنجازات مهمة، حيث قاد الفريق للفوز بالدوري الإسباني وكأس الملك في موسمه الأول، كما بدأ الموسم الحالي بالتتويج بكأس السوبر الإسباني، ويتصدر الدوري الإسباني بفارق points مريح أمام أقرب منافسيه. لكن هذه الإنجازات لا似乎 تكفي لوقف الانتقادات، خاصة في الجانب التكتيكي.
من أبرز نقاط الضعف التي تُنسب إلى فالفيردي هي تردده في اتخاذ القرارات، خاصة فيما يتعلق بالتشكيلة الأساسية. ففي مركز الجناح، لا يزال عاجزاً عن الاختيار بين الفرنسي عثمان ديمبلي، الذي يقدم أداءً استثنائياً هذا الموسم، والبرازيلي فيليبي كوتينيو الذي لم يجد مستواه المعتاد بعد. هذا التردد لا يعكس فقط حيرة تقنية، بل يُنظر إليه على أنه ضعف في الشخصية القيادية.
كذلك، يُنتقد فالفيردي لاعتماده المفرط على الخط الدفاعي في المباريات الكبيرة، كما حدث في مباراة إشبيلية الأخيرة، حيث بدأ بالميدان التشيلي أرتورو فيدال، ثم استبدله في الشوط الثاني بعد فشل الخطط الدفاعية. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر المدرب الإسباني إلى المرونة التكتيكية، حيث يعتمد عادة على خطة واحدة طوال المباراة، ويقدم تبديلات يمكن توقعها بسهولة، مما يفقد الفريق عنصر المفاجأة.
أخطاؤه في إدارة المباريات تتجلى في مواقف عديدة، مثل مباراة ليون في دوري الأبطال، حيث أخرج ديمبلي رغم كونه الأفضل، وأبقي على لويس سواريز الذي أهدر فرصاً واضحة. كما كرر الخطأ نفسه في مباراة ليغانيس بإخراج كارلوس ألينيا الذي كان من أفضل اللاعبين على أرض الملعب.
الآن، يقف فالفيردي على أعتاب اختبار حقيقي لشجاعته وقدرته التكتيكية، حيث سيواجه برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد في مباراتين حاسمتين: الأولى في نصف نهائي كأس الملك، والثانية في الدوري الإسباني. هاتان المباراتان قد تحددان مصير الفريق في البطولتين المحليتين، خاصة وأن اللقاءات ستقام في ملعب سانتياغو برنابيو، الذي يعتبر ساحة مفضلة لنجم الفريق ليونيل ميسي، حيث سجل 15 هدفاً في 16 مباراة سابقة.
في النهاية، يتطلع الجميع لمعرفة ما إذا كان فالفيردي قادراً على تجاوز انتقادات الجماهير وإثبات جدارته في قيادة أحد أكبر الأندية في العالم، أم أن الكلاسيكو سيكشف عن مزيد من أوجه القصور في إدارته التكتيكية.
