2025-09-27 05:59:09
شهدت أسواق الانتقالات في كرة القدم الأوروبية خلال السنوات الأخيرة إنفاقاً غير مسبوق من قبل الأندية الكبرى، حيث تجاوزت قيمة التعاقدات مليارات الدولارات. وعلى الرغم من ضخامة هذه الاستثمارات، إلا أن الصفقتين الأكثر تكلفة في تاريخ اللعبة كانتا من نصيب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي استطاع أن يحطم جميع الأرقام القياسية بتعاقده مع النجم البرازيلي نيمار من برشلونة بمبلغ 222 مليون يورو، ثم التعاقد مع الموهبة الفرنسية كيليان مبابي من موناكو بمبلغ 180 مليون يورو، ليصل إجمالي ما أنفقه النادي الباريسي على الصفقتين فقط إلى 436 مليون دولار.
هذه الأرقام الفلكية وضعت باريس سان جيرمان في صدارة المشهد، لكنها لم تمنع الأندية الأخرى من خوض معارك شرسة للحصول على أفضل المواهب. فريال مدريد، أحد عمالقة الكرة الإسبانية، أنفق مبالغ طائلة على صفقات مثل غاريث بيل (111 مليون دولار) وإيدن هازارد (110 ملايين يورو) وكريستيانو رونالدو (103.4 ملايين دولار).
من جهته، لم يتأخر برشلونة عن المنافسة، حيث سجل صفقات تاريخية مثل فيليبي كوتينيو (159.5 مليون دولار) وعثمان ديمبلي (137.5 مليون دولار) وأنطوان غريزمان (132 مليون دولار). أما في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد برزت أندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي بصفقات ضخمة، حيث أنفق ليفربول 93 مليون دولار على فيرجيل فان دايك، بينما دفع مانشستر يونايتد 115.5 مليون دولار مقابل بول بوغبا.
في ألمانيا، تميز بايرن ميونيخ بصفقة لوكاس هيرنانديز بقيمة 88 مليون دولار، بينما في إيطاليا، أنفق يوفنتوس 129 مليون دولار لإعادة كريستيانو رونالدو إلى الدوري الإيطالي.
هذه الأرقام القياسية تثير تساؤلات حول استدامة هذا النمو في قيم الصفقات، وتأثيره على مستقبل كرة القدم من الناحية المالية. فمن ناحية، تعكس هذه الاستثمارات القوة الاقتصادية المتزايدة للأندية الكبرى وقدرتها على جذب أفضل المواهب، لكنها من ناحية أخرى تثير مخاوف حول التباين الكبير بين الأندية الغنية وتلك ذات الميزانيات المحدودة.
يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه المعدلات من الإنفاق؟ وهل ستشهد السنوات القادمة كسراً جديداً للأرقام القياسية؟ أم أن كرة القدم تقترب من نقطة التحول حيث ستهيمن الاعتبارات المالية على الجوانب الرياضية؟
