2025-09-29 05:42:43
في عالم كرة القدم الأفريقية، حيث تهيمن الأسماء الكبيرة والفرق التقليدية، برز مدرب فرنسي من أصول مغربية ليصبح صانع المفاجآت غير المتوقع في بطولة كأس الأمم الأفريقية. أمير عبدو، الذي لم يكن اسمه معروفاً في الأوساط التدريبية، نجح في قيادتين من أصغر منتخبات القارة إلى أدوار متقدمة في البطولة القارية.
قاد عبدو منتخب جزر القمر إلى دور الـ16 في نسخة 2022 بالكاميرون، ثم عاد ليقود موريتانيا إلى نفس الدور في النسخة الحالية بساحل العاج. إنجازان استثنائيان لمنتخبين كان يصنفان بين الأضعف في البطولة.
ما يميز عبدو هو قدرته على تحويل مجموعات من اللاعبين غير المعروفين إلى فرق متماسكة قادرة على منافعة العملاقة الأفريقية. تحت قيادته، هزمت جزر القمر غانا 3-2 في 2022، وانتزعت موريتانيا فوزاً تاريخياً 1-0 على الجزائر بطل 2019 في النسخة الحالية.
يقول عبدو عن فوز موريتانيا على الجزائر: “ما نشهده أمر غير عادي، لقد كتب اللاعبون التاريخ لموريتانيا”. ويضيف: “انتصرنا على أمة عظيمة في كرة القدم، تفوقت علينا بشكل كبير على المستوى الفردي، لكن على المستوى الجماعي أظهر الفريق رغبة كبيرة وانضباطاً عالياً”.
مسيرة عبدو التدريبية لم تكن تقليدية. بعد أن أنهت إصابتان في الرباط الصليبي مسيرته كلاعب في سن مبكرة، بدأ بتدريب الأطفال وتدرج بصمت في هرم كرة القدم الفرنسية للهواة. تولى تدريب جزر القمر في 2014 حيث عمل ليس فقط كمدرب ولكن كمنظم لشؤون الفريق، حتى أنه كان ينفق من ماله الخاص لدعم الفريق.
الآن، يواجه عبدو تحدياً جديداً مع موريتانيا في دور الـ16 أمام الرأس الأخضر، في مواجهة يعتبرها الجميع فرصة تاريخية للمنتخب الموريتاني لمواصلة رحلته المفاجئة في البطولة.
قصة نجاح أمير عبدو تثبت أن الإرادة الجماعية والتخطيط التكتيكي الذكي يمكن أن يعوضا نقص الموارد والامكانيات، وأن كرة القدم الأفريقية لا تزال تحتفظ بالكثير من المفاجآت بانتظار من يستطيع اكتشافها.