2025-07-30 10:57:58
أعلن المدافع الألماني أنطونيو روديغر، لاعب ريال مدريد والمنتخب الألماني، عن اتخاذه إجراءات قانونية ضد الانتقادات التي تعرض لها بعد نشره صورة رمضانية على حسابه في “إنستغرام”. وجاءت هذه الخطوة بعد اتهامات وجهها رئيس تحرير صحيفة “بيلد” السابق جوليان رايشيلت، الذي فسر إشارة رفع السبابة في الصورة على أنها “لفظة إسلامية متطرفة”، مما دفع روديغر والاتحاد الألماني لكرة القدم إلى تقديم شكوى جنائية.
الخلفية: صورة رمضانية تثير الجدل
في بداية شهر رمضان المبارك، نشر روديغر صورة له مرتدياً ثوباً أبيض أثناء الصلاة، مع تعليق: “تقبل الله صيامنا وصلواتنا”. إلا أن هذه الصورة أثارت ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض تعبيراً طبيعياً عن الممارسات الدينية، بينما حاول آخرون ربطها بتوجهات سياسية أو متطرفة.
وقد تصاعد الجدل بعد تعليق رايشيلت على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، حيث وصف الإشارة بأنها “إسلامية” بشكل يثير الشكوك، مما دفع روديغر إلى الرد عبر بيان رسمي نشرته صحيفة “بيلد”.
روديغر يوضح: “إصبع التوحيد ليس له علاقة بالتطرف”
في بيانه، أوضح روديغر أن الإشارة التي استخدمها تُعرف في الإسلام باسم “إصبع التوحيد”، وهي رمز لوحدانية الله، ولا تحمل أي دلالات سياسية أو عنيفة. وأكد أن هذه الإيماءة شائعة بين المسلمين حول العالم، وأن وزارة الداخلية الألمانية نفسها صنفتها سابقاً على أنها غير مثيرة للقلق.
كما شدد اللاعب على أنه “مسلم متدين يمارس شعائره الدينية، لكنه يرفض أي شكل من أشكال التطرف أو العنف”، مضيفاً: “أؤمن بالسلام والتسامح، ولن أسمح باستخدام ديني لنشر الانقسام”.
إجراءات قانونية لمواجهة “الكراهية والتشهير”
قرر روديغر تقديم شكوى جنائية إلى النيابة العامة في برلين، تتعلق بجرائم “التحريض على الكراهية والتشهير”، كما أبلغ الاتحاد الألماني الوحدة المركزية لمكافحة جرائم الإنترنت عن الحادثة.
وقال روديغر في بيانه: “لن أسمح بأن يتم إهانتي أو تشويه سمعتي بسبب ديني، وسأواجه أي محاولة لنشر الكراهية أو الدعاية المضللة”.
ردود فعل داعمة وتضامن مع روديغر
حظيت خطوة روديغر بتأييد واسع من جماهيره وزملائه، حيث أشاد الكثيرون بشجاعته في الدفاع عن حقه في ممارسة شعائره الدينية دون تشويه. كما أشار البعض إلى أن مثل هذه الاتهامات تعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الرموز الدينية للمسلمين مقارنة بغيرهم.
يُذكر أن روديغر كان قد شارك مؤخراً في المباريات الودية للمنتخب الألماني، حيث ساهم في الفوز على فرنسا وهولندا، قبل أن يصدر بيانه الرسمي للرد على الجدل.
خاتمة: رسالة واضحة ضد التمييز
بإقدامه على هذه الخطوة، يرسل روديغر رسالة قوية بأن الممارسات الدينية للمسلمين يجب أن تحترم مثل أي دين آخر، وأن اتهامات التطرف دون دليل لن تمر دون مساءلة قانونية. كما يؤكد أن الرياضة يجب أن تكون مجالاً للتواصل بين الثقافات، وليس لنشر الصور النمطية أو الكراهية.
يبدو أن هذه الحادثة ستفتح نقاشاً أوسع حول حرية التعبير الديني وخطاب الكراهية في أوروبا، خاصة في ظل تزايد حالات التمييز ضد المسلمين في الفضاء العام.
