2025-09-25 05:15:27
بعد الأداء الاستثنائي للمنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022، انتشر لقب “أسود الأطلس” بشكل واسع بين الجماهير العربية التي أُعجبت بشجاعة الفريق وقدرته على مواجهة أقوى المنتخبات العالمية. لكن الكثيرين يتساءلون عن أصل هذه التسمية ودلالاتها التاريخية والثقافية.
يعود أصل التسمية إلى “أسد الأطلس” الذي سكن لقرون طويلة في سلسلة جبال الأطلس المغربية قبل أن يعلن المستعمر الفرنسي عام 1922 عن اختفاء آخر أسد بري من المنطقة. وعلى عكس الأسود الإفريقية الأخرى التي تفضل السهول المفتوحة، تميزت أسود الأطلس بقدرتها على العيش في المناطق الجبلية الوعرة، مما أعطاها صفة القوة والصمود.
رغم انقراض هذه السلالة من البرية منذ نحو قرن، إلا أن السلطات المغربية تحافظ على وجودها عبر برنامج خاص في حديقة الحيوانات بالرباط. وتشير البيانات إلى أن أسود الأطلس يمكن أن تعيش حتى 30 عاماً، حيث يصل وزن الذكور إلى 200 كغم والإناث إلى 150 كغم، مع قدرة على تناول 10 كغم من اللحوم يومياً.
وفي تطور مشجع، أعلنت حديقة الحيوانات بالرباط مطلع هذا العام عن ولادة 5 أسود جديدة من هذه السلالة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 37 أسداً، مما يعكس الجهود الحثيثة للحفاظ على هذا الإرث الطبيعي.
الرمزية التاريخية لأسود الأطلس تتجاوز المجال الرياضي، حيث تحتل مكانة خاصة في الهوية المغربية. فشعار العائلة الملكية يتوسطه أسدان يحيطان بتاج المملكة ونجمتها الخماسية، مما يؤكد مكانة هذا الرمز في الوجدان الوطني.
هذه الدلالات العميقة تفسر تمسك الجماهير المغربية بهذا اللقب، حيث لا يقتصر الأمر على مجرد تشبيه رياضي، بل يعبر عن ارتباط وثيق بين إنجازات المنتخب الوطني وإرث ثقافي عريق. فكما صمدت أسود الأطلس لقرون في جبال المغرب الوعرة، استطاع المنتخب الوطني أن يثبت وجوده أمام أقوى الفرق العالمية، محققاً إنجازاً تاريخياً بوصوله إلى نصف النهائي.
لذلك يحمل لقب “أسود الأطلس” دلالات تتجاوز المجال الرياضي، ليعبر عن قصة صمود وإرث تاريخي وثقافي يستحق أن يُحفظ ويُروى للأجيال القادمة.
