2025-09-08 04:20:41
“النهائيات تُكسب ولا تُلعب”، مقولة تكرس فلسفة برشلونة الفريدة التي تضع الأسلوب فوق النتيجة. في كامب نو، الفوز وحده لا يكفي، بل يجب أن يأتي مصحوباً بالأداء المقنع والجمالية التكتيكية التي تميز النادي الكتالوني.
تشهد الفترة الحالية لبرشلونة تحت قيادة تشافي هرنانديز تحولاً جوهرياً في المنهجية. فبعد معاناة السنوات الأخيرة، بدأت ملامح فريق قادر على الجمع بين التقاليد الكتالونية ومتطلبات كرة القدم الحديثة تظهر بوضوح. فوز السوبر الإسباني مؤخراً لم يكن مجرد لقب يُضاف إلى السجل، بل كان تأكيداً على عودة “البارسا واي” بأسلوب متجدد.
يعتمد تشافي على مفهوم “النظام المعقد” في بناء فريقه، حيث يتفاعل اللاعبون كوحدة واحدة متكاملة. لم يعد المدرب يفرض أنماطاً جامدة، بل يعمل على تطوير لغة مشتركة تسمح للاعبين بقراءة المواقف واتخاذ القرارات بشكل تلقائي. هذا المنهج يتجلى في أداء لاعبين مثل بيدري وجافي وديمبيلي الذين يقدمون حلولاً إبداعية للمواقف المختلفة.
اللافت في الفريق الحالي هو التوازن بين الحرية الفردية والتنظيم الجماعي. ليفاندوفسكي يجد المساحات، بيدري ينسق الهجمات، كوندي يبني من الخلف، كل ذلك ضمن إطار تكتيكي مرن يتكيف مع ظروف المباراة. هذه الديناميكية الجديدة جعلت الفريق أقل قابلية للتنبؤ وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
رغم التقدم الواضح، تبقى هناك تحديات أمام تشافي، خاصة في الجانب الدفاعي. الضغط العالي والدفاع المنظم يحتاجان إلى مزيد من الصقل. لكن المؤشرات إيجابية، والفريق يسير في المسار الصحيح – مسار يعيد فيه برشلونة مجده مع الحفاظ على هويته التي جعلته أكثر من مجرد نادٍ كروي عادي.
في النهاية، برشلونة ليس فريقاً عادياً، وتشافي يعلم ذلك جيداً. الرحلة هنا أهم من الهدف، والأسلوب لا يقل قيمة عن النتيجة. وهذا بالضبط ما يجعل عشاق الكرة في كل مكان يتعلقون بهذا النادي الفريد.
