2025-09-30 04:17:57
أثار رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم عاصفة من الغضب في روسيا بعد الكشف عن القميص الجديد للمنتخب الوطني الذي يحمل خريطة أوكرانيا متضمنة شبه جزيرة القرم. وجاء هذا الإعلان قبل أيام من انطلاق بطولة أمم أوروبا 2020، مما أضاف بُعداً سياسياً إضافياً للحدث الرياضي.
ويعود خلاف القرم إلى عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه الجزيرة، في خطوة لم تعترف بها معظم دول العالم ولا تزال تعتبر القرم جزءاً من أوكرانيا وفق القانون الدولي. وقد ظهر التصميم الجديد على حساب رئيس الاتحاد الأوكراني أندريه بافلينكو على فيسبوك، حيث يظهر القميص الأصفر بحدود أوكرانيا البيضاء بما فيها القرم.
ولم تتوقف الرسالة السياسية عند الخريطة فقط، إذ يحمل القميص من الخلف شعار “المجد لأوكرانيا” ومن الداخل شعار “المجد للأبطال”. وهذه العبارات تستخدم في أوكرانيا كتحية عسكرية رسمية، لكن الجانب الروسي يرى فيها رموزاً قومية متطرفة.
ورداً على ذلك، وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الشعارات بأنها “قومية” وشبّهتها بهتافات نازية. كما وصف عضو البرلمان الروسي ديمتري سفيشتشيف التصميم بأنه “استفزاز سياسي”، معتبراً أن إظهار خريطة تتضمن “أراضي روسية” غير قانوني.
ويأتي هذا التوتر في إطار العلاقات المتدهورة بين البلدين منذ عام 2014، والتي شملت بالإضافة إلى ضم القرم، بدء تمرد مدعوم من روسيا في شرق أوكرانيا. وتحول القميص الرياضي إلى رمز جديد في هذا الصراع المستمر، حيث تستخدمه أوكرانيا لتأكيد موقفها من وحدة أراضيها.
ومن المقرر أن يخوض المنتخب الأوكراني مباراته الأولى في البطولة الأوروبية أمام هولندا في 13 يونيو/حزيران بأمستردام، ضمن المجموعة الثالثة التي تضم أيضاً النمسا ومقدونيا الشمالية. بينما تبدأ روسيا مشوارها في البطولة بلقاء بلجيكا في 12 يونيو/حزيران بسان بطرسبورغ، ضمن المجموعة الثانية إلى جانب الدنمارك وفنلندا.
ويبقى السؤال: هل ستتحول ملاعب كرة القدم إلى ساحة جديدة للصراع السياسي بين البلدين؟ خاصة مع تأكيد أوكرانيا على حقها في التعبير عن موقفها من خلال الرموز الوطنية، واصرار روسيا على اعتبار هذه الخطوات استفزازية وغير قانونية.