2025-10-01 05:39:26
يطارد المنتخبان الإسباني والإنجليزي لقبا كبيرا غاب عن خزائنهما لسنوات كثيرة عندما يتواجهان بعد غد الأحد في الملعب الأولمبي ببرلين في نهائي النسخة السابعة عشرة من بطولة أمم أوروبا. تأتي هذه المواجهة التاريخية في وقت يشهد فيه كلا المنتخبين رغبة شديدة في إنهاء فترة الجفاء الطويلة التي مرا بها بعيداً عن منصات التتويج.
لم يحقق المنتخب الإنجليزي أي لقب قاري أو عالمي منذ 58 عاماً، حيث كان لقب كأس العالم 1966 هو الإنجاز الوحيد في سجله. أما إسبانيا، فلم تذق طعم البطولات الكبرى منذ 12 عاماً، عندما توجت بلقب يورو 2012. هذا الغياب الطويل جعل من المواجهة النهائية بينهما حدثاً استثنائياً يحمل الكثير من الدلالات والرموز لكلا الفريقين.
لإنجلترا قصة خاصة مع نهائيات البطولة الأوروبية، حيث ستكون هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تصل فيها إلى المباراة النهائية. قبل ثلاث سنوات، خسر الفريق الإنجليزي اللقب أمام إيطاليا بركلات الترجيح في ملعب ويمبلي بلندن. لكن هذه المرة، ستكون التجربة مختلفة تماماً، حيث سيلعب الإنجليز أول نهائي كبير خارج أراضيهم البريطانية.
هاري كين، نجم المنتخب الإنجليزي والقائد الذي لم يحقق أي لقب في مسيرته الكروية، عبر عن حماسه لهذه المواجهة التاريخية قائلاً: “هناك مباراة واحدة متبقية لصناعة التاريخ. لقد كان مشواراً صعباً، ولكن هناك مباراة واحدة متبقية، 90 دقيقة، 120 دقيقة، ركلات الترجيح، مهما كلف الأمر سنكون هناك”.
أما إسبانيا، فتأمل في العودة إلى منصات التتويج بعد غياب طويل، والانفراد بالرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة الأوروبية. حالياً، تتشارك إسبانيا الرقم القياسي مع ألمانيا بثلاثة ألقاب لكل منهما. سجلت إسبانيا ألقابها في أعوام 1964 و2008 و2012، بالإضافة إلى فوزها بكأس العالم 2010 وتتويجها بلقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي.
هذه المواجهة تذكرنا بأن العديد من المنتخبات الكبيرة عانت من فترات جفاء طويلة بعيداً عن البطولات. فالاتحاد السوفياتي سابقاً (روسيا حالياً) لم يفز بأي لقب منذ كأس أمم أوروبا 1960، مما يؤكد أن صناعة التاريخ في كرة القدم تحتاج إلى صبر وإصرار واستغلال الفرص عندما تأتي.
نهائي يورو 2024 بين إسبانيا وإنجلترا ليس مجرد مباراة كرة قدم عادية، بل هو صراع بين فريقين عاشا سنوات من الانتظار والشوق للعودة إلى المجد. سواء كان الفائز إسبانيا التي تسعى لتسجيل رقم قياسي جديد، أو إنجلترا التي تريد إنهاء عقود من الانتظار، فإن المباراة ستكون محطة تاريخية في مسيرة كرة القدم الأوروبية.