2025-10-01 04:15:25
يظل سانتياغو بيرنابيو شخصية محورية في تاريخ ريال مدريد، حيث تجاوز تأثيره حدود الملعب ليصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية النادي. فملعب سانتياغو بيرنابيو ليس مجرد منشأة رياضية، بل هو نصب تذكاري حي لرجل كرس حياته للنادي، جاعلاً إياه رمزاً عالمياً. لكن وراء هذه الصورة الأسطورية، تكمن قصة معقدة تثير تساؤلات حول العلاقة بين الرياضة والسياسة.
منذ بدايته كلاعب في النادي عام 1911، شق بيرنابيو طريقه حتى أصبح رئيساً لريال مدريد لمدة 35 عاماً. خلال هذه الفترة، قاد النادي إلى العصر الذهبي، حيث قاد بناء الملعب العملاق، وجلب نجوم العالم مثل دي ستيفانو وبوشكاش، وقاد الفريق للسيطرة على أوروبا بالفوز بخمس بطولات أوروبية متتالية.
لكن الجانب الآخر من حياة بيرنابيو يظهر ارتباطه بنظام فرانكو، حيث خدم في الجيش خلال الحرب الأهلية الإسبانية. هذا الارتباط السياسي يطرح أسئلة حول مدى تأثير النظام على صعود ريال مدريد، وكيف يمكن فصل الإنجازات الرياضية عن الخلفيات السياسية.
هذه الثنائية تدفعنا للتساؤل: هل يمكننا الاحتفاء بإنجازات بيرنابيو الرياضية مع الاعتراف بتعقيدات مواقفه السياسية؟ وكيف يمكن لفناني وأبطال الرياضة أن يحافظوا على استقلاليتهم في ظل الأنظمة السياسية؟ الأسئلة تبقى مفتوحة، لكن ما لا شك فيه أن إرث بيرنابيو سيظل موضوعاً للنقاش بين مؤيديه وناقديه.