2025-09-08 04:25:02
يُعتبر باولو روسي أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ كرة القدم الإيطالية، حيث قاد “الأتزوري” إلى التتويج بلقب كأس العالم 1982 في إسبانيا. لكن شهرته لم تقتصر على إيطاليا فقط، بل ارتبط اسمه بأحد أكثر المواجهات إثارة في تاريخ المونديال، عندما سجل “هاتريك” في مرمى البرازيل ليحسم مباراة ملحمية انتهت بفوز إيطاليا 3-2، في لقاء غير مسار الكرة البرازيلية إلى الأبد.
من الإيقاف إلى البطولة
عاد روسي إلى الملاعب قبل البطولة بعام واحد فقط بعد إيقاف دام سنتين بسبب تورطه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات. وكان أداؤه مخيباً للآمال في بداية المونديال، لكنه تحول فجأة إلى بطل عندما سجل هدفين في مرمى الأرجنتين، ثم أتبعها بثلاثية تاريخية أمام البرازيل.
مأساة ساريا: اللقاء الذي غير كرة القدم البرازيلية
كانت البرازيل بقيادة تيلي سانتانا تقدم كرة قدم هجومية ساحرة، حيث سجلت 13 هدفاً في أربع مباريات قبل مواجهة إيطاليا. لكن الدفاع الضعيف والاعتماد الكبير على الهجوم كلف الفريق البرازيلي ثمناً باهظاً. سجل روسي أول أهدافه بعد 5 دقائق فقط، ثم أعاد التقدم لإيطاليا في الشوط الأول قبل أن يضيف الهدف الثالث في الشوط الثاني.
بعد المباراة، تحولت الهزيمة إلى صدمة للبرازيليين، حيث بدأوا في مراجعة أسلوبهم الكروي. قال زيكو، أحد نجوم ذلك الجيل: “لو فزنا، لظلت كرة القدم البرازيلية هجومية، لكن الهزيمة جعلتنا نتحول إلى أسلوب أكثر دفاعية وتكتيكاً.”
إرث روسي: أكثر من مجرد أهداف
على الرغم من أن البرازيليين يتذكرون روسي كـ”جلادهم” في مونديال 1982، إلا أن اللاعب الإيطالي كان يحظى باحترام كبير في البرازيل. في إحدى زياراته، رفض سائق تاكسي قبول الأجرة منه عندما عرف أنه روسي، قائلاً: “أنت أسطورة، حتى لو جعلتنا نبكي.”
رحل روسي عن عمر يناهز 64 عاماً، لكن إرثه باقٍ كلاعب صنع التاريخ ليس فقط بأهدافه، بل بتأثيره الكبير على مسار كرة القدم العالمية. مباراة البرازيل وإيطاليا في 1982 تظل واحدة من أعظم اللقاءات في تاريخ المونديال، وباولو روسي كان بطلها الخالد.
