2025-09-26 04:29:08
أشاد بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتقنيات التحكيمية الجديدة التي تم تطبيقها خلال كأس العالم للأندية، معتبراً أنها حققت نجاحاً كبيراً وتجاوزت التوقعات. وشملت هذه الابتكارات كاميرات الجسم التي يرتديها الحكام، وتقنية التسلل شبه الآلية المتطورة، بالإضافة إلى قاعدة الثماني ثواني الجديدة التي تهدف إلى الحد من إهدار حراس المرمى للوقت.
وكانت بطولة كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقاً أول مناسبة تستخدم فيها الفيفا كاميرات الجسم بشكل تجريبي، حيث هدفت إلى اختبار قدرة هذه التقنية على تحسين تجربة المشاهدين عبر التلفزيون والإنترنت من خلال تقديم زوايا كاميرا جديدة تعكس منظور الحكام على أرض الملعب.
وصرح كولينا في مقابلة حصرية مع الموقع الرسمي للفيفا: “تفوقت نتائج استخدام كاميرات الجسم على كل توقعاتنا. كنا نعتقد أنها ستكون تجربة مثيرة لمشاهدي التلفزيون، ولكننا تلقينا ردود فعل استثنائية تجاوزت ما كنا نتخيله”. وأضاف: “وصلتنا استفسارات عديدة تسأل: لماذا لا يتم تطبيق هذه التقنية في جميع المباريات؟ بل والأهم: لماذا لا تعمم على جميع الألعاب الرياضية؟”.
ولم تقتصر فوائد هذه التقنية على الجمهور فقط، بل كانت “إيجابية للغاية” لأغراض الفيفا التدريبية والتطويرية. وأوضح كولينا: “أتاحت لنا هذه التقنية فرصة فريدة لرؤية ما يراه الحكم فعلياً على أرض الملعب. لم يكن الهدف ترفيهياً فقط، بل أيضاً لأغراض تعليمية وتدريبية تساعد في شرح أسباب إغفال بعض الحالات التحكيمية”.
ومن أبر الأمثلة العملية على فعالية هذه التقنية ما حدث في مباراة أتلتيكو مدريد وباريس سان جيرمان، حيث لم يتمكن الحكم من رؤية لمسة يد لمدافع أتلتيكو مدريد بسبب عائق في خط الرؤية، ولكن من خلال كاميرا الجسم أصبح من الواضح أن الحكم لم يكن بمقدوره رؤية الحادثة، مما ساعد تقنية الفيديو المساعد (VAR) في تنبيه الحكم الذي احتسب ركلة الجزاء بشكل صحيح.
كما شهدت البطولة تطبيقاً ناجحاً للتعديل الجديد على المادة 12.2 من قانون اللعبة، الذي أقرّه مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، والذي ينص على منح ركلة ركنية للفريق المهاجم إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة لأكثر من 8 ثوانٍ، باستخدام عد تنازلي مرئي مدته 5 ثوانٍ.
وأكد كولينا على نجاح هذه القاعدة الجديدة قائلاً: “كان النجاح باهراً؛ حيث تحسنت وتيرة المباريات بشكل ملحوظ. لم نشهد أي محاولات لإضاعة الوقت من قبل حراس المرمى، على عكس ما كان يحدث بشكل متكرر في المباريات السابقة”.
ويرى رئيس لجنة تحكيم الفيفا أن تطبيق العقوبات على حراس المرمى أدى إلى التزام تام بالقاعدة الجديدة، مشيراً إلى أن “الهدف لم يكن منح ركلات ركنية، بل منع انتهاك قاعدة الثماني ثوانٍ من الأساس، وهذا ما تحقق بنسبة 100%”.
