2025-09-26 04:46:41
في تطور مثير للاهتمام، أصبح فرانك لامبارد أول مدرب إنجليزي يخسر 10 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 35 عاماً، وذلك بعد الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها فريقه تشلسي 3-1 أمام أرسنال على ملعب الإمارات مساء الثلاثاء. هذه الهزيمة تمثل علامة سوداء جديدة في مسيرة لامبارد التدريبية، الذي عاد مؤخراً إلى تشلسي كمدرب مؤقت بعد إقالة غراهام بوتر الشهر الماضي.
لم تكن هزيمة الأمس مجرد نتيجة عادية، بل كانت تتويجاً لسلسلة من الأداءات المخيبة للآمال. لامبارد، الذي يعتبر أحد أساطير تشلسي كلاعب، لم يتمكن من تغيير حظوظ الفريق منذ عودته لقيادة الفريق للمرة الثانية بعد إقالته في يناير 2021. المشاهد الصادمة لدفاع تشلسي الكارثي في الشوط الأول، حيث تقدم أرسنال بثلاثة أهداف نظيفة في أول 34 دقيقة فقط، كانت دليلاً واضحاً على حجم المشاكل التي يعاني منها الفريق.
هذه السلسلة من الهزائم لم تبدأ مع تشلسي فحسب، بل امتدت إلى فترته السابقة مع إيفرتون، حيث خسر آخر 4 مباريات معهم، ليعادل الرقم السلبي للمدرب آرثر كوكس مع ديربي كاونتي في عام 1988. الإحصائية الأكثر إثارة للقلق هي أن لامبارد انتصر مرة واحدة فقط في آخر 20 مباراة له كمدرب، وهي أرقام تثير التساؤلات حول مستقبله التدريبي.
بعد المباراة، بدا لامبارد صريحاً في تقييمه للأداء، معترفاً بحجم المشاكل التي يواجهها الفريق. قال المدرب الإنجليزي: “هذا الموسم يوضح منذ بدايته حتى نهايته أنه يجب التوصل إلى الأسباب سريعاً، الوضع لن يُصلح بين عشية وضحاها. الإجابة واضحة، علينا القيام بالأمور الأساسية بشكل أفضل للتحسن”. وأضاف: “الأمر اتضح الليلة؛ الشوط الأول كان سيئاً، لكنها الحقيقة، وهذا ما توصلت إليه”.
التحديات التي يواجهها تشلسي لا تقتصر على الأداء التكتيكي فحسب، بل تمتد إلى الجوانب النفسية والمعنوية. على الرغم من الإنفاق الهائل على التعاقد مع لاعبين جدد، إلا أن الجماهير بدأت تشكك في التزام اللاعبين ودرجة حماسهم، وهي الانتقادات التي حاول لامبارد دحضها بقوله: “اللاعبون يهتمون، جماهير تشلسي تتحدث عن عدم مبالاة اللاعبين لكني لا أصدق ذلك”.
وأوضح لامبارد أن هناك عوامل متعددة وراء هذا التراجع، منها صعوبة اندماج اللاعبين الجدد في الدوري الإنجليزي، خاصة عندما ينضمون إلى فريق يمر بمرحلة صعبة. وقال: “هناك العديد من الأسباب وبعضها صحيح. لاعبون جدد في الدوري انضموا إلى فريق في مرحلة صعبة، وهذا صعب جداً، وفي أقوى دوري في العالم”.
مع اقتراب نهاية الموسم، أصبح من الواضح أن تشلسي يواجه واحدة من أصعب الفترات في تاريخه الحديث. الهزيمة أمام أرسنال لم تكن مجرد خسارة ثلاث نقاط، بل كانت إشارة واضحة إلى الحاجة إلى إصلاحات جذرية في هيكل الفريق وإدارته. التحدي الآن ينتظر المدرب الجديد الذي سيتولى مسؤولية الفريق الموسم المقبل، حيث سيكون مطالباً بمعالجة هذه المشاكل العميقة وإعادة تشلسي إلى مساره الصحيح.
في الختام، تجربة لامبارد الثانية مع تشلسي تثبت أن الأمجاد السابقة كلاعب لا تضمن النجاح كمدرب. الرحلة الطويلة لإعادة بناء الفريق تتطلب أكثر من مجرد أسماء لامعة، بل تحتاج إلى خطة استراتيجية واضحة وقيادة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص للتحسن والنمو.