2025-09-19 04:40:50
شهد نادي أياكس أمستردام الهولندي تحولاً جذرياً في سياساته الانتقالية هذا الصيف، حيث أنفق النادي مبالغ قياسية تصل إلى 41 مليون يورو لتعزيز صفوفه، في خطوة تهدف إلى إنهاء عقد كامل من سياسة بيع النجوم والاعتماد على خريجي الأكاديمية فقط.
جاءت هذه الخطوة الجريئة قبل انطلاق منافسات الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، حيث استقطب النادي لاعبين مخضرمين مثل دالي بليند من مانشستر يونايتد مقابل 16 مليون يورو، ودوسان تاديتش من ساوثهامبتون بمبلغ 11.4 مليون يورو.
هذا الإنفاق القياسي الذي تجاوز الرقم السابق المسجل في 2008 بعشرة ملايين يورو، يمثل إشارة واضحة على رغبة النادي في تغيير مساره المعروف بالاعتماد على تنشئة اللاعبين ثم بيعهم، سعياً لاستعادة أمجاده الأوروبية التي تتوج بثلاث بطولات متتالية في سبعينيات القرن الماضي ولقب دوري الأبطال عام 1995.
وقد عبر مارك أوفرمارس، المدير الرياضي للنادي، عن طموح النادي بقوله: “نريد أن نصبح بايرن ميونخ الدوري الهولندي”، في إشارة إلى هيمنة النادي البافاري على الدوري الألماني رياضياً ومالياً.
هذا التغيير في الاستراتيجية يأتي بعد خروج أياكس المخيب من دوري الأبطال الموسم الماضي أمام نيس الفرنسي، وفشل النادي في حصد لقب الدوري المحلي منذ عام 2014. وقد أوضح المدرب إيريك تين هاغ أن “التحليل أثبت أن التشكيلة الشابة تحتاج لقوة دافعة في الملعب، ولاعبين لديهم خبرة في الدوري الإنجليزي”.
ورغم هذا التحول، يؤكد القائمون على النادي أن سياسة الاعتماد على خريجي الأكاديمية لا تزال أساسية، حيث قال أوفرمارس: “لا يزال شبابنا الأكثر أهمية، ويجب منح لاعبي الأكاديمية الفرصة”. كما أشار إلى أن التعاقد مع اللاعبين المخضرمين يهدف إلى “إضافة الحافز ورفع مستوى اللاعبين الشبان”.
يأتي هذا التغيير في وقت يواجه فيه أياكس تحديات كبيرة في الاحتفاظ بنجومه الصاعدين مثل فرينكي دي يونغ وماتيس دي ليخت ودوني فان دي بيك، الذين يجذبون اهتمام أكبر الأندية الأوروبية. وقد اضطر النادي لبيع اللاعب الشاب جاستن كلويفرت إلى روما مقابل 17.5 مليون يورو، في صفقة اعتبرها الكثيرون ضرورية للحفاظ على التوازن المالي.
هذه الاستراتيجية الجديدة تمثل محاولة جريئة من أياكس للعودة إلى المنافسة على المستوى الأوروبي، مع الحفاظ على هويته التاريخية في تنمية المواهب الشابة، في معادلة صعبة تسعى لإحياء أمجاد النادي الذهبية.
