2025-09-04 23:52:23
يستعد عشاق كرة القدم لمواجهة أسطورية بين عملاقين أوروبيين، حيث يلتقي المنتخب الفرنسي بنظيره الإسباني في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا 2024 بميونخ يوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز. تأتي هذه المواجهة بين فريقين جمعا 5 ألقاب قارية، في صراع على صناعة التاريخ وكتابة فصل جديد في سجلات البطولة.
صراع الأرقام القياسية
يدخل المنتخب الإسباني المباراة وهو يطمح للانفراد بلقب أكثر منتخب تتويجاً بالبطولة، حيث يتشارك حالياً الرقم القياسي (3 ألقاب) مع ألمانيا التي أقصاها من ربع النهائي. أما فرنسا فتحلم بمعادلة الرقم حال فوزها، إذ لم تحقق اللقب سوى مرتين فقط. وتُعد هذه المواجهة استمراراً لهيمنة الفريقين على الساحة الأوروبية خلال العقود الأخيرة، حيث شارك أحدهما في 9 من أصل 13 نهائياً كبرياً منذ 1998.
فرنسا: قوة دفاعية وعجز هجومي
رغم وصولها لنصف النهائي، تكشف الأرقام مفارقة لافتة: سجل “التريكولور” 3 أهداف فقط (هدفان عكسيان وضربة جزاء)، بينما حافظ دفاعه على نظافة شباكه في 4 من 5 مباريات. يعاني كيليان مبابي من تراجع الأداء بسبب إصابة الأنف، بينما يغيب غريزمان عن تأثيره المعتاد. لكن قد تجد فرنسا في إيقاف كارفاخال ولو نورماند الإسبانيين فرصة ذهبية لفك شفرتها الهجومية.
إسبانيا: هجوم متعدد الأوجه وثغرات دفاعية
تميزت “لا روخا” بأفضل خط هجوم في البطولة (11 هدفاً)، مع مشاركة 8 لاعبين مختلفين في التسجيل. لكن غياب عمودي الدفاع بسبب الإيقاف يهدد مواجهة سرعة مبابي، خاصة مع الاعتماد على المخضرم نافاس (38 عاماً). يبقى رودري حجر الزاوية في منتصف الملعب، بينما يبرز ويليامز ولامين يامال كأبرز الأسلحة الهجومية.
معركة التكتيك: القوة مقابل الإبداع
تمثل المباراة صداماً بين فلسفتين: الفرنسية المحافظة بقيادة ديشان الذي يؤمن بالانضباط الدفاعي، والإسبانية الهجومية تحت قيادة دي لا فوينتي الذي يشجع الحرية الإبداعية. بينما يعتمد الفرنسيون على خبرة كانتي في كسر الهجمات، يبني الإسبان لعبتهم على توزيع الكرات وإرهاق الخصم.
خلاصة
تعد هذه المواجهة الأكثر ترقباً في البطولة، حيث يجتمع التاريخ والطموح والتناقضات التكتيكية في ملعب أليانز أرينا. سواءً كان الفوز من نصيب الإسبان الباحثين عن رقم قياسي، أو الفرنسيين الراغبين في تعويض خيبة يورو 2016، فالمشاهدون على موعد مع عرض كروي يليق بميراث هذين العملاقين.
